تراجع مؤشر البيع في البقالات والمحلات الصغيرة بأبوظبي بفعل القرار الرشيد الذي اتخذته جمعية أبوظبي التعاونية ببيع أنواع مختلفة من السلع الأساسية بسعر التكلفة، وهو ما أدى إلى تفاوت كبير في أسعار السلع المباعة في المحال الصغيرة مقارنة بالجمعية بنسبة قاربت 60%.
وأعرب أصحاب بقالات عن تخوفهم من التعرض لخسائر فادحة جراء عزوف المستهلكين عن الشراء منهم، مشيرين إلى أنهم قد يضطرون إلى بيع منتجاتهم بسعر أقل من أجل الحفاظ على زبائنهم خاصة وأن غالبية المنتجات المعروضة لديهم موجودة بسعر أكبر بكثير مما هي عليه في جمعية أبوظبي التعاونية.
وقال محمد خان صاحب بقالة «الشرق» للمواد الغذائية إن حركة البيع لديه وخاصة المواد الغذائية انخفضت بصورة كبيرة منذ تطبيق هذا القرار في جمعية أبوظبي التعاونية، حيث شهدت السلع الغذائية ركوداً تاماً جراء التفاوت الكبير في السعر بين المعروض لديه وبين جمعية أبوظبي التعاونية، مشيراً إلى قد يضطر تقليل حجم المعروض لديه حتى وإن أدى الأمر إلى تقليص حجم أرباحه وهو ما يعتبره أفضل بكثير من مواجهة خسائر لا يقدر عليها.
وأوضح محمد سالم صاحب بقالة «شاطئ الكورنيش» للمواد الغذائية أن حجم مبيعات المواد الغذائية لديه انخفضت بنسبة تقارب 90% خلال اليومين الماضيين جراء لجوء المستهلكين إلى جمعية أبوظبي التعاونية، مشيراً إلى أنه أصبح يعتمد بشكل أساسي على الزبائن الذي يقومون بالشراء بطريقة أجلة والدفع بشكل شهري، فالبقالات تنتظرها خسائر فادحة جراء عزوف المستهلكين عن الشراء منها.
وأوضح سالم إبراهيم صاحب بقالة «الاتحاد» للمواد الغذائية أن البقالات الصغيرة و«السوبر ماركت» لا تستطيع مواجهة أية منافسة مع الجمعيات التعاونية، وهو ما يعرضها لخسائر فادحة على المدى البعيد جراء عزوف المستهلكين عن الشراء منها، مشيراً إلى أنه قد يلجأ إلى طرح منتجاته بأسعار مخفضة في محاولاته للحفاظ على زبائنه إلا أن مهما بلغ هذا الانخفاض فإنه لا يمكن أن يصل لما هو مطبق في الجمعيات التعاونية.
وأشار صديق موسى صاحب محل «الصفاء» للمواد الغذائية ان حركة البيع لديه انخفضت بنسبة 60% جراء عرض المنتجات في جمعية أبوظبي التعاونية بسعر التكلفة، مشيراً إلى أن البقالات كانت لا تواجه صعوبات كبيرة قبل تطبيق هذا القرار جراء تقارب السعر بين المنتجات المعرضة لديها وبين ما هو موجود في الجمعيات التعاونية إلا أنه بعد هذا التوجه بلغت الفجوة بين السعر إلى أكثر من 50%، مشيراً إلى أنه يعتبر أمراً طبيعياً أن يلجأ المستهلكون إلى منافذ البيع الأقل تكلفة.
وأضاف أن البقالات ليس لديها سوى اللجوء إلى تقديم بعض الإغراءات للمستهلكين من أجل عدم التعرض لأية خسائر خاصة، سواء من خلال تقديم تسهيلات في الدفع بصورة أجلة أو عرض بعض المنتجات بسعر أقل، مشيراً إلى أن عددا كبيرا من البقالات قد تضطر إلى تغيير نشاطها في الفترة المقبلة لعدم قدرتها المادية على تحمل أية خسائر.
تفاوت كبير
تراوحت نسبة التفاوت بين السلع الغذائية المعروضة في جمعية أبوظبي التعاونية والبقالات ما بين 50% إلى 60% فعلى سبيل المثال بلغ سعر كيلو الطماطم في الجمعية 1 درهم و25 فلساً بينما في البقالات بلغت قيمته 4 دراهم، وبلغ أيضاً سعر الخيار في الجمعية 1 درهم و85 فلساً ليصل إلى 6 دراهم في البقالات.
أبوظبي ـ أحمد جمال
البيان
السبت مارس 22, 2008 12:20 am
